237
به قدس وكعبه وجودى ويثرب وعرفات
به حق زمزم وركن ومقام ومسجد نور 1
وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب يوميات الحجّ، التي زيّنت المكتبة الأدبية الفارسية بعد ناصر خسرو هي تلك التي تعود إلى عهد الصفويين ثم القاجاريين؛ وذلك للتطور الثقافي الذي بدت ملامحه واضحةً على المجتمع في ذلك العصر، وللدافع الأدبي الذي كان مسيطراً على الأشخاص وعلى مختلف الطبقات الاجتماعية، خاصةً العلماء والمثقفين، وكذلك أصحاب المناصب الحكومية، وشغفهم في تدوين الأخبار والمعلومات المتعلقة بالحجّ، وتسجيل خواطرهم، وكتابة ذكرياتهم الحلوة منها والمرّة. ولا ننسى ما للتخصّص العلمي والميول الفكرية لدى الكتّاب من أثر واضح وسمة مميزة تضع بصماتها بوضوح على يومياتهم المكتوبة.
فمنهم من عمد إلى جمع المعلومات التأريخية، ومنهم من ركّز اهتمامه على الناحية الجغرافية. ومن الكتّاب من أخذ في وصف المنازل والأماكن في الطريق إلى الحرم المكيّ، في حين تطرّق آخرون إلى بيان الأوضاع الاجتماعية للناس في تلك الفترة والإشارة إلى نماذج من سلوكهم. لكن الوجهة الرئيسية لأغلبهم كانت تتجه نحو إرشاد الحجيج من بعدهم؛ ليتفادوا قدر الإمكان المشاكل والصعوبات التي قد تصادفهم في رحلتهم إلى الديار المقدسة.
ومهما يكن من أمر فإنّ الاختلاف الموجود بين الرّؤى لدى مؤلفي اليوميات أصبح العامل الأساس، الذي ساعد في جمع قدر لا يُستهان به من المعلومات حول حقبة معينة من الزمان. فمثلاً كان يضطرّ بعض الرّحالة إلى البقاء مدة أطول في محلّ