234
مشاكل الحجاج
السيّد علي قاضيعسكر
تقديم
كان منذ القدم ومازال للحج عند الإيرانيين مكانة كبيرة للغاية، وأوضح دليل على ذلك ما كتبه المسعودي (وهو مؤرخ عاش في القرن الرابع الهجري) حيث قال:
«. . . وقد كانت أسلاف الفرس تقصد البيت الحرام، وتطوف به، تعظيماً له، ولجدّها إبراهيم عليه السلام وتمسكاً بهديه، وحفظاً لأنسابها. وكان آخر من حجّ منهم ساسان بن بابك، وهو جدّ أردشير بن بابك، وهو أول ملوك ساسان وأبوهم الذي يرجعون إليه كرجوع ملوك المروانية إلى مروان بن الحكم، وخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب. ولم يَلِ الفرس الثانية أحدٌ إلّا من ولد أردشير بن بابك هذا، فكان ساسان إذا أتى البيت طاف به وزمزم على بئر إسماعيل، فقيل: إنما سميت زمزم لزمزمته عليها، هو وغيره من فارس، وهذا يدلّ على ترادف كثرة هذا الفعل منهم على هذه البئر. وفي ذلك يقول الشاعر في قديم الزمان: