232عمق أسسها ثلاثة عشر ذراعاً، بذراع العمل، وعرضه سبعة أذرع في سبعة أذرع، وبنيت بالحجر المنحوت.
ثمّ لمّا وصل البناء إلىٰ وجه الأرض، اختصر من عرضها ذراع، وبنيت على التربيع إلىٰ أن تعلت علىٰ سطوح المسجد فتمت.
وفي أثناء ذلك هدم ما يحتاج من الهدم من الجدار الشرقيّ - جدار المسجد الشريف النبوي - ورمم، ولم يهدم شيء من أعاليه، وإنّما نقض بعض أسافله من خارج المسجد، وبني أيضاً باب النساء، وجُعل له برجين عظمين [ برجان عظيمان ] تقويةً.
وكتب التاريخ علىٰ كلّ من البابين باب الرحمة، وباب النساء - باسم مولانا (93 ا) السلطان الأعظم نصره اللّٰه تعالىٰ وأدام أيّامه.
واستمرّت العمارة في المنارة الشريفة، ثمّ في غرّة محرم الحرام سنة ثمان وأربعين وتسعمائة توجّه مولانا المعزّ الكريم العالي محمود چلبي شيخ الحرم الشريف المذكور إلى الأبواب العالية؛ صحبة المصري لعرض أحوال أهل المدينة المنوّرة، وما هم عليه من الأذىٰ والشدّة بسبب تأخير إرسال قمح الدشيشة وغيره، كتب اللّٰه تعالىٰ سلامته وأنجح مقاصده آمين.
ثمّ بيّض داخل المسجد الشريف النبويّ واسطواناته ممّا كان محتاجاً إلى التبييض، فجيء علىٰ حاله، وكتب التاريخ أيضاً باسم مولانا السلطان الأعظم نصره اللّٰه تعالىٰ في جدار المسجد الشريف من جهة الغربي في الخشب المسقوف برفوف عليه، كما جعل للملك الأشرف قايتباى في الجدار القبلي والشرقي 1.
وكانوا في أواخر سنة سبع وأربعين وتسعمائة ورد صحبة أمير الحاج المصري، مراسيم شريفة من مضمونها تجديد محراب الحنفيّة وتقديمه ليحاذي