230فبرز الأمر الشريف العالي ببناء ذلك، فجهّز مولانا المقام العالي، ذي [ ذو ] المجد المتعالي، من الجمال والدّواب والبنائين والحجارين والنحاتين، وجهّز من البحر ما يحتاج إليه من الغلال وجهز من البحر 1(92 ا) أيضاً الأهلّة 2المجهزّة من الأبواب الشريفة 3، برسم القبة المنيفة، فوصل إلى المدينة الشريفة، ووُضع الهلال على القبّة الشريفة في تاسع عشر شوال المبارك سنة ستّ وأربعين وتسعمائة، وهو الموجود على القبّة الشريفة الآن، وهو من نحاس مطلي بالذّهب، وأرسل أيضاً بخمسة أهلّة؛ لكلّ منارة هلال، وللمنبر الشريف هلال أيضاً، ووضع ذلك عليهم.
ويقال: إنّ المصروف علىٰ طلاء الأهلّة من الذهب السليماني المسكوك ألف وثمانمائة ديناراً [ دينار ] ذهباً.
وفي ذيالحجّة الحرام سنة ستّ وأربعين وتسعمائة وصلت الجمال والبهايم المذكورة صحبة الأمين الذي عُيّن للعمارة الشريفة، وهو الجناب العالي الزيني حسن أحد المماليك السلطانيّة، وعدّتها مائة جمل وخمسون بهيماً، ووصل من البرّ المعلمين المذكورين [ المعلمون المذكورون ] .
وفي أوائل ربيع الثاني سنة سبع وأربعين وتسعمائة وصل الكاتب على العمارة، وهو الزيني عبدي چلبي، والمباشر علىٰ ذلك، وهو تاج الدين الخضيري، وصحبتهم الغلال الشريفة من القمح والشعير والفول.
ثمّ إنّ أمين العمارة المذكور ورد بالمراسيم 4الشريفة، التي من مضمونها: أنّ ما