227ثمّ وصل في العام المذكور من البحر إلىٰ مكّة المشرّفة مولاي المعزّ الكريم العالي، المولويّ الذخرىٰ، عين الأماثل والأدان، فخر الأماجد والأعيان، المتحصّن بعناية الملك المعبود، الزيني محمود چلبي وهو متوليّ لمشيخة الحرم الشريف، وناظر على العمارة السلطانيّة.
فوصل إلى المدينة المنوّرة غرّة سنة إحد [ ى ] وأربعين وتسعمائة، وباشر خدمة الحجرة الشريفة، وقام بالنظر على العمارة المنيفة كما ينبغي.
واستمرّ المهندس مصطفىٰ خليفة المذكور، قائماً بهندسة البناء المذكور، من الركن الغربي من جهة القبلة إلى الباب الشرقي - باب بقيع الغرقد - وطول ذلك سبعمائة ذراع بذراع العمل، ثمّ انتقل المهندس المذكور إلىٰ رحمة اللّٰه تعالىٰ.
وكان لمّا وصل البناء إلىٰ مشهد السيّد اسماعيل 1، أدخل بعض البناء داخل المدينة المنوّرة من غير أساس تحته، فبعد وفاته هدّمه أمين العمارة الزيني مصطفىٰ چلبي المذكور مع المهندس عليّ بن الصياد المذكور، [ و ] قاما ببناء باب البقيع أتمّ قيام، بعد أن وصلوا بأساسه إلى الماء، وشرعوا بهدم سور المدينة المنوّرة من باب البقيع من الجهة الشاميّة إلىٰ أن وصلوا بالهدم إلى الباب الشامي الكبير، ونقض جميع أساسه، [ و ] بني علىٰ هذه الهيئة الموجودة عليه الآن علىٰ زيادة الإحكام والإتقان، ثمّ قصر النفقة على العمارة، واقتضى الحال إلىٰ أن توجّه الأمين مصطفىٰ المذكور للقاهرة المحروسة من البرّ (91 ا) صحبه القاصد، فوصل إلى القاهرة