226سنة تسع وثلاثين وتسعمائة [ و ] توجّه غالب المعمارية إلى الحجّ إلىٰ بيت اللّٰه الحرام، واستمرّت العمارة بطالة 1، وكان من قضاء اللّٰه وقدره أنّ مولانا الباشا المذكور عيّن عوض 2الزيني محمود چلبي المذكور، بسبب مكاتبات السيّد الرفاعي فيه، أميناً على العمارة الشريفة، وكاتب الأمين هو الجناب الزيني مصطفىٰ چلبي، أحد ساعي الدولة العادلة العثمانيّة، والكاتب هو الزيني نصوح، أحد الأعيان من العساكر العثمانيّة بالطور 3، ووصل صحبتهم أيضاً مهندسٌ على العمارة كلّها من طايفة الأروام 4، يسمىٰ مصطفىٰ خليفة؛ فوصلوا جميعاً من البحر إلى المدينة المنوّرة غرّة صفر الخير سنة أربعين وتسعمائة، ولمّا وصل إلىٰ مولانا الباشا المذكور خبر وفاة السيّد الرفاعي شيخ الحرم الشريف، وبرز أمره الكريم الزيني إلىٰ مصطفىٰ چلبي الأمير المذكور، بأن يضبط معلقات 5شيخ الحرم الشريف، ويباشر المنصب المنيف؛ إلىٰ أن يرد من الأبواب الشريفة الجندكارية ما يُعتمد عليه.
فاستمرّ الزيني مصطفىٰ چلبي المذكور، مع الكاتب نصوح، والمباشر المذكور، والمهندس بخدمة سور المدينة المنوّرة، فشرع في هدم الجدار القبليّ 6منه إلىٰ الأساس، لكنّه لم ينقض أساسه، وبناه بالحجر إلىٰ أعاليه، (90ب) وجعل عليه الشراريف 7الموجودة الآن، واستمرّ في بناء الجدار القبلي.
ثمّ إنّ الزيني نصوح الكاتب المذكور انتقل إلىٰ رحمة اللّٰه تعالىٰ في سلخ ذيالحجّة الحرام سنة أربعين وتسعمائة.