225وطول ذلك سبعمائة ذراع وأربعة عشر ذراعاً بذراع العمل، وإنّما لم يُهْدم إلىٰ أساسه؛ لأنّ الجدار المذكور جدّده الملك الأشرف قايتباى 1، وبناه بالحجر إلىٰ أعالي العقود، التي من خلفه من داخل المدينة المنوّرة، وبناء [ وبنىٰ ] أعاليه باللّبن.
فهدّموا اللّبن المذكور، وعرضوه 2بالآجر، ورمّموا ما احتاج فيه إلى الترميم.
ثمّ إنّهم هدموا الباب الصغير الشامي، والباب الكبير الشامي، وشرعوا في بناء الباب المصري بالأحجار المنحوتة؛ بعد أن حفر له لذلك أساس جيّد، ثمّ إنّ بعض المهندسين ذكر للنّاظر أنّ الحجر المنحوت يذهب عليه مال عظيم، فأمرهم ببناء الباب الصغير الشامي بالحجر الغشيم 3، فلمّا أن كمل بناء الباب المصري والباب الشامي المذكور، وشاهد النّاظر حسن الباب المصري بالحجر المنحوت، وقباحة الباب الشامي بالحجر الغشيم، أمرهم ببناء الباب الشامي الكبير بالحجر المنحوت.
ثمّ بعد مدّة يسيرة بعد الشروع في البناء، حصل بين الناظر - السيّد الرفاعي المذكور - وبين محمود چلبي الأمير المذكور شنآن 4عظيم، ثمّ انتقل محمود چلبي المذكور إلىٰ رحمة اللّٰه تعالىٰ في سابع عشر رمضان (90 ا) المعظّم قدره، سنة تسع (بتقديم التاء) وثلاثين وتسعمائة ودفن ببقيع الغرقد.
ثمّ إنّ الناظر المذكور باشر عمل العمارة الشريفة بنفسه، خصوصاً الباب الشامي الكبير والصغير، ثمّ انتقل إلىٰ رحمة اللّٰه تعالىٰ في عشر ذيالحجّة الحرام