224وغيرهم، وتجهيز ما يحتاج ذلك من الغَلال 1، بالسمع والطاعة، وشمر علىٰ ساق الجد والاجتهاد، لما يعود نفعه لأشرف البلاد، وجهز الأموال صحبة الجناب العالي الزيني محمود چلبي كاتب جدّة المعمورة، كان. . . وعينه أميناً على العمارة الشريفة، وجعل الناظر على العمارة الجناب العالي السيّد أحمد الرفاعي، شيخ الحرم الشريف النبويّ، وجهّزت الجمال والبهائم نحو مائة جمل ومائة بهيم، صحبة أمير الحجّ الركب المصريّ، وجهزت الغَلال؛ من القمح والشعير والفول من البحر علىٰ ظاهر المراكب الشريفة، إلىٰ أنْ وصلت إلى الينبوع 2، وكان وصول ذلك كلّه في غرّة سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، وكان المهندس على العمارة المذكورة المعلم علي بن الصياد، والمعلم عبدالقادر القليوبي. وكان جملة البنائين والحجّارين والنحّاتين والعتالين 3والنجارين والطوابين 4والحمّالين والتّرابين أكثر من ثلاثمائة نفراً [ نفرٍ ] ، من غير الفَعَلَة 5وتوابعهم.
(89 ب) وكان في خدمة العمارة الشريفة، من المماليك السلطانيّة نحو خمسون [ خمسين ] نفراً، منها أرباب الخيل نحو خمسة وعشرين نفراً، والباقون رُماة بالبندق والقوس.
ثمّ إنّهم شرعوا في هدم سور المدينة المنوّرة، فأوّل ما هدم باب سويقة، غربي المدينة، المسمّىٰ بباب المصريّ، ثمّ هُدّم أعالي الجدار الغربي من السور، من الباب الصغير الشامي إلىٰ باب سويقة المذكورة، ثمّ من باب سُويقة إلى الركن القبلي 6،