2116 - عن عبداللّٰه بن سنان، قال: بينا نحن في الطواف إذ مرّ رجل من آل عمر فأخذ بيده رجل فاستلم الحجر فانتهره وأغلظ له وقال له: بطل حجّك، إنّ الّذي تستلمه حجر لا ينفع ولا يضرّ، فقلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام: جعلت فداك، أما سمعت قول العمريّ لهذا الّذي استلم الحجر فأصابه ما أصابه؟
فقال: وما الّذي قال؟
قلت: قال له: يا عبد اللّٰه، بطل حجّك، ثمّ إنّما هو حجر لا يضرّ ولا ينفع.
فقال أبو عبداللّٰه عليه السلام: كذب ثمّ كذب ثمّ كذب، إنّ للحجر لساناً ذلقاً يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة، ثمّ قال: إنّ اللّٰه تبارك وتعالى لمّا خلق السماوات والأرض خلق بحرين بحراً عذباً وبحراً اُجاجاً فخلق تربة آدم من البحر العذب وشنّ عليها من البحر الاُجاج، ثمّ جبل آدم فعرك عرك الأديم فتركه ما شاء اللّٰه، فلمّا أراد أن ينفخ فيه الروح أقامه شبحاً فقبض قبضة من كتفه الأيمن فخرجوا كالذرّ، فقال:
هؤلاء إلى الجنّة، وقبض قبضة من كتفه الأيسر، وقال: هؤلاء إلى النار. فأنطق اللّٰه تعالى أصحاب اليمين وأصحاب اليسار، فقال أهل اليسار: ياربّ، لِمَ خلقت لنا النار ولم تبيّن لنا ولم تبعث إلينا رسولاً؟
فقال اللّٰه عزّوجلّ لهم: ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه وإنّي سأُبليكم، فأمر اللّٰه تعالى النار فأسعرت، ثمّ قال لهم: تقحّموا جميعاً في النار فإنّي أجعلها عليكم برداً وسلاماً.
فقالوا: ياربّ، إنّما سألناك لأيّ شيء جعلتها لنا هرباً منها ولو أمرت أصحاب اليمين ما دخلوا، فأمر اللّٰه عزّوجلّ النار فأسعرت، ثمّ قال لأصحاب اليمين: تقحّموا جميعاً في النار، فتقحّموا جميعاً فكانت عليهم برداً وسلاماً، فقال لهم جميعاً: ألست بربّكم؟
قال أصحاب اليمين: بلى - طوعاً -، وقال أصحاب الشمال: بلى - كرهاً -، فأخذ منهم جميعاً ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم، قال: وكان الحجر في الجنّة فأخرجه