209فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت، فلمّا بعث اللّٰه تعالى محمّداً صلى الله عليه و آله و سلم ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم عليه السلام، فما زال فيه حتّى قبض رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم وفي زمن أبي بكر وأوّل ولاية عمر، ثمّ قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام، فأيّكم يعرف موضعه في الجاهليّة؟
فقال له رجل: أنا أخذت قدره بقدر.
قال: والقدر عندك؟
قال: نعم.
قال: فائت به، فجاء به فأمر بالمقام فحمل وردّ إلى الموضع الّذي هو فيه الساعة 1.
23 - باب علّة استلام الحجر الأسود، وعلّة استلام الركن اليمانيّ والمستجار
1 - عن عبيداللّٰه بن عليّ الحلبيّ، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: سألته: لِمَ يستلم الحجر؟
قال: لأنّ مواثيق الخلائق فيه.
وفي حديث آخر: قال: لأنّ اللّٰه تعالى لمّا أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة 2.
2 - عن محمّد بن سنان، أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه - فيما كتب من جواب مسائله علّة استلام الحجر -: إنّ اللّٰه تبارك وتعالى لمّا أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثمّ كلّف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، ومن ثمّ يقال عند الحجر: أمانتي أدّيتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد