208على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فأوحى اللّٰه تبارك وتعالى إليّ أن اُنحّيك وأرفع الخيمة.
فقال آدم عليه السلام: رضينا بتقدير اللّٰه تعالى ونافذ أمره فينا، فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا، وحجر من المروة، وحجر من طور سيناء، وحجر من جبل السلام وهو ظهر الكوفة، فأوحى اللّٰه تعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن ابنه وأتمّه، فاقتلع جبرئيل عليه السلام الأحجار الأربعة بأمر اللّٰه تعالى من مواضعها بجناحه فوضعها حيث أمره اللّٰه تعالى في أركان البيت على قواعدها الّتي قدّرها الجبّار جلّ جلاله ونصب أعلامها، ثمّ أوحى اللّٰه إلى جبرئيل: ابنه وأتمّه من حجارة من أبي قبيس واجعل له بابين باباً شرقاً وباباً غرباً.
قال: فأتمّه جبرئيل، فلمّا فرغ طافت الملائكة حوله، فلمّا نظر آدم وحوّاء إلى الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ثمّ خرجا يطلبان ما يأكلان 1.
22 - باب علّة تأثير قدمي إبراهيم عليه السلام في المقام، وعلّة تحويل المقام من مكانه إلى حيث هو الساعة
1 - عن عمّار بن موسى، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام. أو عن عمّار، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللّٰه عليه السلام، قال: لمّا أوحى اللّٰه تعالى إلى إبراهيم عليه السلام أن أذّن في الناس بالحجّ أخذ الحجر الّذي فيه أثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لاصقاً بالبيت بحيالالموضع الّذي هو فيه اليوم، ثمّ قام عليه فنادى بأعلى صوته بما أمره اللّٰه تعالى به، فلمّا تكلّم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيم عليه السلام رجليه من الحجر قلعاً، فلمّا كثر الناس وصاروا إلى الشرّ والبلاء ازدحموا عليه،