197
باللّٰه لا بأبي بكر نجوت ولو
ولابدّ لي من كلمة ولو قصيرة: إنّ ترك بلال المدينة والابتعاد إلى الشام يبدو أنّهلا يخلو من موقف من الوضع القائم بعد رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله، وحتّى امتناعه من الأذان.
وختاماً
لم تكتب لهذا الصحابي الجليل الشهادة التي تمنّاها طويلاً، وسعى إليها سعياً حثيثاً أي مسرعاً حريصاً على أن ينالها فيلتحق بركبها، ركب الشهداء، إلّاأنّ السماء شاءت لهذا العبد الصالح أن يبقى متعلّقاً بوصالها، مشتاقاً لها. . . حتّى كان موعده مع الطاعون الذي اجتاح الشام يومذاك فقضى على حياة الكثير، وأُصيب به بلال سنة عشرين للهجرة فكانت وفاته بدمشق، وبعد أن أُصيب بلال به وتغيّر لونه وغارت عيناه، قالت له زوجته مواسيةً:
كيف حالك يا أبا عبداللّٰه؟
فكان يقول لها: دنا الفراق.
فقالت له: واحزناه. . واحزناه. .
وعندها، فتح بلال عينيه، وهو يصارع المرض ويجود بأنفاسه الأخيرة.
بل، وافرحتاه، غداً نلقي الأحبّة، محمّداً وصحبه! !
إذ حرمت يا بلال من الشهادة، وكنت حريصاً عليها حرصاً شهد لك به الجميع منذ لحظات إسلامك الأولى، فإنّك لم تحرم أجرها ومنزلتها عند مليكٍ مقتدر. . . دفن في مقبرة. . في دمشق بباب الصغير. . .
فسلام عليك عبداً صالحاً وفيّاً. . .