190
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً
ثمّ يبدأ بلعنهم: اللهمّ العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأميّة بن خلف، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء 1.
حتّى جاءت معركة بدر، فكان اللقاء، وكانت تصيفة الحساب. .
نعم، تأتي بدر وتقع قريش في هزيمة نكراء، حلّت بها، ولقّنتها درساً عجيباً. . . وهنا همّ أميّة بن خلف بالنكول، لولا أنّ صديقه عقبة بن أبي معيط وهو المحرّض على تعذيب المؤمنين، أخذ يحفّزه ويشجّعه حيث جاءه حاملاً معه (مجمرة) حتّى إذا واجهه وهو جالس وسط قومه، ألقى الجمرة بين يديه وقال له: يا أبا علي استجمر بهذه، فإنّما أنت من النساء. . وصاح به أُميّة قائلاً: قبّحك اللّٰه، وقبّح ما جئت به. . ثمّ لم يجد إلّاأن يترك نكوصه ويخرج إلى بدر، ليتقدّم في المعركة. .
هذا ما شاءته الأقدار. . حيث خرج أميّة للمعركة واشتجرت الأسنّة وتعانقت السيوف. . فالتقى الخصمان وجهاً لوجه. . إنّه أميّة وهو يسمع انشودة بلال وشعاره أحدٌ أحد، . . إنّه بلال!
نعم أميّة بن خلف. . بلال بن رباح
زعيم من زعماء قريش. . عبدٌ حبشي. . إنّه الكفر كلّه قبال الإيمان كلّه.
حقّا، إنّها إرادة اللّٰه، يخذل الطغاة وينصر المستضعفين المعذّبين: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ .
فيصرخ بلال بأعلى صوته: إنّه «رأس الكفر أميّة بن خلف. .» ثمّ يعلو صوته، صوت المعذَّب: لا نجوت إن نجا، لا نجوت إن نجا. . .» .
وينقض عليه بلال بسيفه كالأسد الهصور ليقضي عليه، بضربة نجلاء،