157
واسْتَيْقَنَتْ بالذلّ لمّا أصبحتْ
عَمَالة خيبر:
خيبر كما تقدّم في فتحها، وكثافة سكّانها، ويذكر المؤرِّخون، ومنهم ياقوت:
إنّها ولاية. ومنالمؤكّد أنّهاكانت تتبعالمدينة المنوّرة عبر عصور الجاهلية والإسلام.
ولكن ما بين يدي من مراجع، لا يذكر شيئاً عن ولاية وولاة خيبر. والمعتقد أنّها كانت كأقسام الجزيرة، كان يكتفَى منها بالحاصلات الشرعية كالزكاة، ونحو ذلك، وأنّ هذا كان يقوم عظيم المنطقة بموجب شيء معيّن يؤدّيه كلّ سنة.
فما استقام به استقام أمره، وسترى فيما يلحق خمول ذكر خيبر، ولم نجد أنّ أميراً من الحجاز، أو من المدينة خاصّة جيّش على خيبر.
ثمّ خبأ ذكر خيبر:
فلم نجد لها - بعد الخلفاء - ذكراً، إلّاإلمامات لا تكاد ترىٰ. وهذا في نظري، يعود إلى عوامل، منها:
1 - وجود خيبر في معزل عن طريق الحجّاج، الذين غالب ما ينبه ذكر البلاد التي يمرّون بها، فطريق العراق يمرّ شرقها بعيداً، والدرب الشامي يمرّ غربها، وبينها وبينه جبال وأودية.
2 - إنّها منطقة وعرة، لا يوصل إليها - آنذاك - إلّابمشقّة، وقد انقطعت ريادة الريف.