155قسّمها بين المسلمين، ولم يعط منها أحداً لم يحضر فتحها، فأهلها الآن المسلمون ليس فيها اليهود، أي في عهد ابن جريج.
وعن سليمان بن يسار: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم بعث عبداللّٰه بن رواحة رضى الله عنه إلى أهل خيبر خارصاً عليهم، فلمّا جاءهم تلقّوه بالهدايا، فقال: لا أرب لي بهداياكم، تعلمون معشر اليهود ما خلق اللّٰه قوماً أبغض إليَّ منكم، وما خلق اللّٰه قوماً أحبّ إليّ من قوم خرجت منهم، وإنّي واللّٰه لا يحملني حبّهم ولا بغضي إيّاكم أن لا تكونوا في الحقّ عندي سواء.
قال الزهري: فأخبرني عبداللّٰه بن عبيداللّٰه: أنّ عمر رضى الله عنه بلغه أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم قال في مرضه الذي مات فيه: (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان) ، ففحص عمر رضى الله عنه عن الخبر في ذلك حتّى وجد عليه الثبت عن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، فقال عمر رضى الله عنه: من كان من أهل الحجاز - يعني من أهل الكتاب - عنده عهد من رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم فليأت به أنفذ له عهده وأقرّه، ومن لا فإنّ اللّٰه تعالى قد أذن في إجلائكم - أو بجلائكم - فأجلى عمر رضى الله عنه يهود الحجاز إلى الشام.
عن عثمان بن محمّد الأخنسي، قال: غزا النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم خيبر ففتحها اللّٰه له، فقال للمسلمين: (إنّ خيبر كانت لمن شهد الحديبيّة خاصّة، وإنّ إخوانكم هؤلاء شهدوا معكم، فألّا تشركونهم؟) وكان قد أدركه بها ركب من شنوءة، فيهم الطُّفيل بن عمرو، وأبو هريرة، فقال المسلمون: (نعم، افعل يارسول اللّٰه، فأسهمهم معهم، وكانت قُسّمت نصفين، فكانت الشق ونطاة نصفاً، وكانت الوطيح وسُلالم ووحيدة 1نصفاً، فهذا النصف لرسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، وكان للمسلمين الشقّ ونطاة.
عن بشير بن يسار قال: لمّا أفاء اللّٰه على رسوله صلى الله عليه و آله و سلم خيبر، قسّمها على ستّة