153مسلمة، فقتله.
فخرج بعده أخوه ياسر، فخرج إليه الزبير بن العوّام، فقتله 1.
فاستعصى حصن على الفتح 2، فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ اللّٰه ورسوله، يفتح اللّٰه على يديه، ليس بفرّار. قال: يقول سلمة، فدعا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم عليّاً رضى الله عنه وهو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: خُذ هذه الراية، فامض بها حتّى يفتح اللّٰه عليك.
قال: يقول سلمة: فخرج واللّٰه بها يأنح، يهرول هرولة، وإنّا لخلفه نتبع أثره، حتّى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: مَن أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب. قال: يقول اليهودي:
علوتم، وما أنزل على موسىٰ، أو كما قال. قال: فما رجع حتّى فتح اللّٰه على يديه.
قال ابن إسحاق: حدّثني عبداللّٰه بن الحسن، عن بعض أهله، عن ابن رافع، مولى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، قال: خرجنا مع عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه، حين بعثه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم؛ فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود، فطاح ترسه من يده، فتناول عليّ عليه السلام باباً كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتّى فتح اللّٰه عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نَفَر سبعة معي، أنا ثامنهم، نَجْهد على أن نقلب ذلك الباب، فما نقلبه.
مصالحة الرسول أهل خيبر:
وحاصر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم، أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، حتّى إذا أيقنوا بالهلكة، سألوه أن يسيّرهم، وأن يحقن لهم دماءهم، ففعل. وكان