152
إنّا إذا قوم بغوا علينا
وإن أرادوا فتنة أبينا 1فانزلن سكينة عليناوثبت الأقدام إن لاقينا
فلمّا أشرف رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم على خيبر - وكانت تسمّى قرية الحجاز - قال:
اللّهمّ ربّ السماوات وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرياح وما أذرين، فإنّا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها وشرّ ما فيها، أقدموا بسم اللّٰه، وكان يقولها صلى الله عليه و آله و سلم لكلّ قرية دخلها.
وصبّح رسول اللّٰه بجيشه خيبر، فكبّر، قائلاً: اللّٰه أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُنذرين.
يقول ابن إسحاق 2: ثمّ أقبل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم حتّى نزل بواد يقال له الرجيع، وتدنّى رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم الأموال يأخذها مالاً مالاً، ويفتحها حصناً حصناً، فكان أوّل حصونهم افتُتح حصن ناعم، وعنده قُتل محمود بن مسلمة.
قتل مرحب اليهودي (الحِمْيَري)
قال ابن إسحاق: ولمّا افتتح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز، انتهوا إلى حصنيهم الوطيح والسُلالم، وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحاً، فحاصرهم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم بضع عشرة ليلة.
خرج مرحب اليهود من حصونهم، وهو يقول: من يبارز؟
قال ابن هشام: ومرحب من حِمْير.
فقال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم: مَن لهذا؟ قال محمّد بن مَسْلمة: أنا له يارسول اللّٰه، أنا واللّٰه الموتور الثائر، قُتل أخي بالأمس؛ فقال: فقم إليه، فقام إليه محمّد بن