114سبحانه وتعالى: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللّٰهِ زُلْفَى 1.
فتأمّل كيف أخبر اللّٰه سبحانه عنهم أنّهم ما قصدوا بعبادتهم غير اللّٰه إلّا التقرّب إلى اللّٰه والشفاعة عنده، وإلّا فهم مُقِرُّون أنّ اللّٰه هو المدبِّر لأمر هذا العالم العلوي والسفلي، كما أخبر اللّٰه عنهم أنّهم أقرّوا بذلك، قال اللّٰه تعالى: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَىِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّٰهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ 2.
أقول: إنَّ لكلِّ حقّ حقيقة، وإنّ على كلّ صواب نوراً، إنَّ عبدة غير اللّٰه قد اتّخذوا آلهة دون اللّٰه تعالى أو مع اللّٰه وجعلوا لهم أنداداً وأمثالاً للّٰه، قال اللّٰه تعالى:
أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ مَا لَايَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً 3، وقال: فَلَا تَجْعَلُوا للّٰهِِ أَندَاداً 4، وقال: وَجَعَلُوا للّٰهِِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ 5، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّٰهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ 6، وقال: يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمّىَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللّٰهِ 7، وقال: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّٰهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ 8.
ثمّ المذمّة لم تكن على اعتقاد الشفاعة، أو التقرّب زلفى، بل على العبادة بهذا