70بلغ البناء إلى موضع الحَجَر الأسود تشاجرت قريش في وضعه فقال كل قبيلة:
نحن أولى به، نحن نضعه، فلمّا كثر بينهم تراضوا بقضاء مَن يدخل من باب بني شيبة، فطلع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله فقالوا: هذا الأمين قد جاء، فحكموه فبسط رداءه وقال بعضهم: كساء طاروني 1كان له، ووضع الحَجَر فيه ثمّ قال: يأتي من كلّ ربع من قريش رجل فكانوا عتبة بن ربيعة من عبدشمس، والأسود بن المطّلب من بني أسد بن عبدالعزّى، وأبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم، وقيس بن عدي من بني سهم، فرفعوه فوضعه النبي صلى الله عليه و آله في موضعه» 2الحديث.
ونحوه وغيره وإن كان أخصر، وكلّها ظاهرة في أنّ البناء وقع على الأساس القديم الذي كان من زمان إبراهيم عليه السلام لا أنّهم نقصوا منه بحيث خرج منه شيءٌ في الحِجْر، فتحصل من ذلك كلّه أنّ خروجه عن الكعبة هو الذي ينبغي الإذعان والفتوى به واللّٰه العالم.
فهرس المصادر
1- «الاثناعشرية» للشيخ العلامة عبداللّٰه بن محمد حسن المامقاني (1290-1351ق) . النجف الأشرف، المطبعة المرتضوية، 1344ق.
2- «الاستبصار فيما اختلف من الأخبار» لأبي جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالطوسي (385-460) . إعداد السيد حسن الموسوي الخرسان. الطبعة الثالثة، بيروت، دار الأضواء، 1406ه/1985م.
3- «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي جمال الدين حسن بن يوسف المطهّر (648-726) . تحقيق مؤسسة آل البيت : لإحياء التراث. الطبعة الأُولى، 1417ه.
4- «تنقيح المقال في علم الرجال» للشيخ عبداللّٰه بن محمّد حسن المامقاني