69الشاميين عن قواعد إبراهيم عليه السلام وضيّقوا عرض الجدار من الركن الأسود إلى الشامي الذي يليه، فبقي من الأساس شبه الدكان مرتفعاً وهو الذي يسمى:
الشاذروان» انتهى.
ورُدَّ بما سمعتَ من أخبارنا المصرّحة بعدم كونه منها وبعدم الوقوف على هذا النقل في أخبارنا وبه اعترف جملة من علمائنا، بل الثابت في نصوصنا المشتملة على قصّة هدم الكعبة خلاف ذلك مثل ما رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم وغيره بأسانيد مختلفة رفعوه. قالوا: إنّما هدمتْ قريش الكعبة؛ لأنّ السيل كان يأتيهم من أعلى مكّة فيدخلها فانصدعت وسرق من الكعبة غزال من ذهب رجلاه من جوهر وكان حائطها قصيراً، وكان ذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه و آله بثلاثين سنة 1فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ويزيدوا في عرصتها، ثمّ أشفقوا من ذلك وخافوا إن وضعوا المعاول أن تنزل عليهم عقوبة، فقال الوليد بن المغيرة: دعوني أبدأ فإن كان للّٰهرضًى لم يصبني شيءٌ وإن كان غير ذلك كففنا، فصعد على الكعبة وحرّك منه حَجَراً، فخرجت عليه حيّة وانكسفت الشمس، فلمّا رأوا ذلك بكوا وتضرّعوا وقالوا: اللهم إنّا لا نريد إلا الإصلاح فغابت عنهم الحيّة فهدموه ونحّوا حجارته حوله حتى بلغوا القواعد التي وضعها إبراهيم عليه السلام فلمّا أرادوا أن يزيدوا في عرصته وحركوا القواعد التي وضعها إبراهيم عليه السلام أصابتهم زلزلة شديدة وظلمة فكفّوا عنه، وكان بنيان إبراهيم عليه السلام الطول 2ثلاثون ذراعاً والعرض اثنان وعشرون ذراعاً والسمك تسعة أذرع، فقالت قريش: نزيد في سمكها فبنوها، فلمّا