57شاع ذلك بين أهل مكّة، عوامهم وخواصهم، من تسمية الركن الذي فيه الحَجَر الأسود بالركن العراقي غير مستقيم ولا واضح، ضرورة أنّ نسبة ركن إلى قوم لا تكون إلّاباستقبالهم له في الصلاة ونحوها.
ومن المعلوم وجداناً أنّ ركن الحَجَر الأسود في قبال المشرق، وأنّ الذي يستقبل القبلة في العراق لا يضع المشرق بين كتفيه حتّى يكون ركن الحجر الأسود قبال وجهه، بل يضع الجَدْي خلف المنكب الأيمن.
ومن الوجداني أنّ الذي في قبال الجَدْي هو الركن المتّصل بحِجْر إسماعيل من طرف الشمال المسمّى بالركن الشامي، فيلزم من ذلك اتّحاد الركن الشامي والعراقي لاشتراكهما في وضع الجَدْي وراءه؛ غايته أنّ العراقي يضعه خلف المنكب الأيمن والشامي خلف الكتف الأيسر، بل الشامي أقرب إلى ركن الحَجَر الأسود من العراقي بقدر أربع وستّين درجة سدس الدائرة تقريباً؛ لأنّ انحراف العراقي نحو المغرب إحدىٰ وثلاثون درجة وانحراف الشامي نحو المشرق ثلاث وثلاثون درجة فبينهما أربع وستون درجة، وذلك أزيد من سدس مجموع الدائرة التي هي ثلاثمائة وستّون درجة كما لا يخفى ذلك كلّه على مَن له خبرة بعلم الهيئة. وقد وقع التصريح بذلك في كتب الفقه أيضاً كالروضة 1وغيرها، فما معنى تسمية الركن المتصل بحِجْر إسماعيل الشامي والذي فيه الحَجَرُ الأسود المقابل للمشرق بالعراقي؟
وأيضاً ففي خبر إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام: «أستلم اليماني والشامي والعراقي والغربي؟ قال نعم» 2.