2536 - عن هشام بن الحكم، قال: سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام فقلت له: ما العلّة التي من أجلها كلّف اللّٰه العباد الحجّ والطواف بالبيت؟
فقال: إنّ اللّٰه تعالى خلق الخلق لا لعلّة، إلّاانّه شاء ففعل فخلقهم إلى وقت مؤجّل، وأمرهم ونهاهم ما يكون من أمر الطاعة في الدين، ومصلحتهم في أمر دنياهم، فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب ليتعارفوا، وليتربّح كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد، ولينتفع بذلك المكاري والجمّال، ولتعرف آثار رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وتعرف أخباره، ويذكر ولا ينسى، ولو كان كلّ قوم إنّما يتّكلون على بلادهم وما فيها هلكوا وخربت البلاد، وسقط الجَلَب 1والأرباح، وعميت الأخبار، ولم تقفوا على ذلك، فذلك علّة الحجّ 2.
7 - عن محمد بن سنان أنّ الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:
علّة الطواف بالبيت أنّ اللّٰه تبارك وتعالى قال للملائكة: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ 3فردّوا على اللّٰه تبارك وتعالى هذا الجواب، فعلموا أنّهم أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش فاستغفروا، فأحبّ اللّٰه تعالى أن يتعبّد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتاً بحذاء العرش يسمّى الضراح، ثمّ وضع في السماء الدنيا بيتاً يسمّى البيت المعمور بحذاء الضراح، ثمّ وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثمّ أمر آدم عليه السلام فطاف به، فتاب اللّٰه عليه، وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة 4.