252والخروج من كلّ ما اقترف، وليكون تائباً ممّا مضى، مستأنفاً لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال، وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذّات، والتقرّب في العبادة إلى اللّٰه عزّوجلّ، والخضوع والاستكانة والذلّ، شاخصاً في الحرّ والبرد، والأمن والخوف، دائباً في ذلك دائماً وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، والرغبة والرهبة إلى اللّٰه سبحانه وتعالى، ومنه ترك قساوة القلب، وخساسة الأنفس، ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق، وحظر الأنفس عن الفساد، ومنفعة من في المشرق والمغرب ومَن في البرّ والبحر، ممّن يحجّ وممّن لا يحجّ، من تاجر وجالب وبائع ومشتري، وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.
وعلّة فرض الحجّ مرّة واحدة؛ لأنّ اللّٰه تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم قوّة، فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحد، ثمّ رغّب أهل القوّة على قدر طاعتهم 1. 2