251فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت يا أبا عبداللّٰه فأحلت على غائب.
فقال: ويلك وكيف يكون غائباً من هو في خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم، ويرى أشخاصهم، ويعلم أسرارهم؟ ! وإنّما المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه. فأمّا اللّٰه العظيم الشأن، الملك الديّان، فإنّه لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان، والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة وأيّده بنصره، واختاره لتبليغ رسالاته صدّقنا قوله بأنّ ربّه بعثه وكلّمه.
فقام عنه ابن أبي العوجاء فقال لأصحابه: من ألقاني في بحر هذا سألتكم أن تلتمسوا لي خمرة فألقيتموني إلى جمرة 1.
قالوا: ما كنت في مجلسه إلّاحقيراً.
قال: إنّه ابن من حلق رؤوس من ترون 2. 35 - عن محمد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: إنّ علّة الحجّ الوفادة إلى اللّٰه تعالى، وطلب الزيادة،