186إنّ عددهم كان بين ثمانمائة وتسعمائة 1.
ولم يقتل من نسائهم إلّاامرأة واحدة، تلك التي طرحت الرحىٰ علىٰ خلّاد بن سويد فقتلته، أمّا بقية نسائهم وأطفالهم فقد قسمت بين المسلمين، وبعث رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بحصة الدولة منها إلىٰ نجد فبيعت هناك، واشترىٰ بها سلاحاً وخيلاً عدّة للمسلمين.
قال تعالى:
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللّٰهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً 2.
ويبدو أنّ سعد بن معاذ لم يكن في حكمه هذا بعيداً عمّا ورد في شريعة اليهود في أعدائهم إذا ظفروا بهم، ومن العدل أن يحكم فيهم بما يحكمون به أعداءَهم.
فهذه التوراة، في سفر التثنية 10 - 15 تقول:
«حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير وتستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الربّ إلهك إلىٰ يدك، فاضرب جميع ذكورها بحدّ السيف، وأمّا النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة كلّ غنيمة فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ إلهك» .