119وكمللصحابة والتابعين من حلف بشيبة رسول اللّٰه، وضريحه وعينيه، وتربته، وليس هذا من القَسَم الحقيقي في شيء، إذ المراد مجرّد التأكيد والتثبّت دون حقيقة القَسَم التي هي مدار القضايا والحكومات، وتدور عليها ما لزم من الكفّارات.
فما ورد عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه و آله؛ إنّ اللّٰه نهاكم أن تحلفوا بآبائكم 1.
وفي الصحيحين: إنّ اللّٰه ينهاكم أنْ تحلفوا بآبائكم، فمَنْ كان حالفاً فلا يحلف إلّا باللّٰه، أو يصمت 2.
وعن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبيّ صلى الله عليه و آله: لا تحلفوا بالطواغي، ولا بآبائكم، رواه مسلم 3.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله أنّه قال: لا تحلفوا بآبائكم، ولا باُمّهاتكم، ولا بالأنداد، رواه أبو داود، والنسائي 4.
وعن بريدة، قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: من حلف بآبائه فليس منّا 5.
فهذه الأخبار محمولة على من قصد اليمين الحقيقي المثبتة والنافية التي تترتّب عليها الكفّارة، فإنّها لا تكون إلّاباللّٰه، كما يرشد إليه ذكر الطواغيت، والأنداد.
ونُقِلَ عن أحمد أنّ الحلف بالنبيّ صلى الله عليه و آله ينعقد؛ لأنّه أحد ركني الشهادة، أو يُحمَلُ على الكراهة، كما في شرح (المنهاج) وفيه: الحلف بالمخلوق كالنبيّ، والكعبة، وغيرهما مكروه، لقوله صلى الله عليه و آله: لا تحلفوا بآبائكم، ولا باُمّهاتكم، ولا تحلفوا إلّاباللّٰه.
والتحقيق أنّ الحلف غير المقصود معناه لا بأس به.