٧٣
حدود الطواف ومكانه دراسة فقهيّة استدلالية مقارنة
حيدر حبّ اللّٰه
وقع بحث فقهي بين المسلمين في المدى الذي لابدّ أن يحتفظ به الطائف بالكعبة الشريفة حين طوافه، أو بتعبير آخر في مكان الطواف المحدّد في الشريعة الإسلامية، ففي الوقت الذي كان البحث على المستوى السنّي ينصبّ على مسألة الطواف داخل المسجد في قبال الطواف خارجه، كان البحث الفقهي في الدائرة الشيعيّة يتركّز في نطاقٍ أضيق ألا وهو اشتراط كون الطواف بين الركن - أي بين البيت - ومقام إبراهيم عليه السلام؛ ومن هنا يمكن القول بأنّ المسألة المبحوثة في الفقه الشيعي فيما يتعلّق بمكان وحدود الطواف ليس لها أثرٌ - كشرطيّة - في الوسط الفقهي السنّي على ما سوف يظهر إن شاء اللّٰه تعالى، وأنّ المسألتين المبحوثتين في الفقهين تقع إحداهما داخل الاُخرى تقريباً.
التأريخ الفقهي للمسألة
ووفق ما تقدّم من الضروري تقديم إطلالة تاريخية حول هذه المسألة على مستوى الفقه الإسلامي عامّةً؛ الشيعي والسنّي.