60واحد من الحنفية وإمام من الشافعية، فيبتدئون من الظهر إلى الصبح، والإمام الشافعي يصلّي أوّلاً، ثمّ الإمام الحنفي إلّافي المغرب، فيتقدّم الإمام الحنفي لكراهة تأخير المغرب عنده. ويصلّي الإمام الحنفي يوماً في محراب النبيّ صلى الله عليه و آله الذي في الروضة الشريفة، فيصلّي الإمام الشافعي في ذلك اليوم في المحراب الذي خلف المنبر (محراب السلطان سليمان) ، ثمّ في ثاني يوم يصلّي الإمام الشافعي كذلك ويصلّي الحنفي مثل ما صلّى هو أوّل يومٍ» 1.
بقيع الغرقد
قال المؤلّف: «ثمّ إنّنا ذهبنا إلى زيارة تربة البقيع وما فيها من قبور الصالحين. . . وهذه التربة واسعة مشتملة على مشاهد شريفة لجماعة من الصحابة وغيرهم. قال السمهودي: وفي مدارك عياض عن عياض عن مالك: أنّه مات بالمدينة من الصحابة نحو عشرة آلاف وهناك من سادات أهل البيت والتابعين ما لا يحصىٰ، غير أنّ غالبهم لا يعرف قبره ولا جهته، لاجتناب السلف البناء والكتابة على القبور مع طول الزمان، فمّما عرف من ذلك مشهد إبراهيم بن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، وهناك قبر عثمان بن مظعون رضى الله عنه، روي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، لمّا توفي إبراهيم بن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله أمر أن يدفن عند عثمان بن مظعون، فرغب الناس في البقيع وقطعوا الشجر واختارت كلّ قبيلة ناحية. . . ومشهد العبّاس بن عبد المطّلب، والحسن بن علي، ومن معه من آل البيت. وذكر ابن النجّار: أنّ مع الحسن في قبره ابن أخيه زين العابدين، ومحمّد الباقر بن زين العابدين وجعفر الصادق بن محمّد الباقر ومعهم أيضاً فاطمة بنت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بقرب المحراب، وقدّمنا أنّ قبرها - الكلام للنابلسي - في بيتها بقرب الحجرة الشريفة وهو المشهور واللّٰه أعلم. وهذان المشهدان متقاربان في أوّل البقيع، وعلى كلّ واحد منهما بنيان وأبواب تقفل وتفتح للزيارة، ولمشهد العبّاس قبّة شامخة وله بابان: باب شمالي وباب غربي، ومشهد زوجات النبيّ صلى الله عليه و آله وفيه أربعة قبور ظاهرة، ولا يعلم تحقيق