56والفواكه والموز ونهر كبير تتشعّب منه سواقي جارية، وأخبرونا أنّ هناك قبر الإمام الحسن المثلّث، وهو الحسن المثلث ابن الحسن المثنّى ابن الحسن الأوّل وهو سبط النبيّ صلى الله عليه و سلم ابن فاطمة الزهراء زوج عليّ رضي اللّٰه عنهم، فقرأنا الفاتحة ودعونا اللّٰه تعالى، ثمّ بينما نحن جالسون هناك وإذا برجل من العرب جاء من الشريف سعد بن زيد بمكتوب إلى ابنه مساعد فقرأه وقال لنا: قد عيّن الشريف أبي معكم هذا البدوي من عرب جُهينة، واسمه رُوَيشد - بصيغة التصغير - يأخذكم إلى المدينة، ففرحنا بذلك غاية الفرح، وزال عنّا ما كان عندنا من التعب والترح. . .» 1.
المدينة المنوّرة
إنّ الشيخ النابلسي دخل المدينة المنوّرة في اليوم الثالث من شهر رمضان المبارك، بعد أن ذهب الثلثان من ليلته، وقد أغلق باب سور المدينة وكان يفتح كلّ يوم عند أذان الفجر، وصام هو وابنه ومن معه لهذا اليوم الثالث، بعد أن أكلوا السحور خارج سور المدينة المنوّرة.
وقد نقل الشيخ النابلسي في كتابه عن بعض الشعراء قطعة في مدح الرسول الأمين صلى الله عليه و آله:
يا شفيع العصاة أنت رجائي
* * *
زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله ومحرابه
قال المؤلّف: «. . . فقمت أنا وابني وآخر من جماعتي ودخلنا إلى المدينة، وأبقينا بقيّة جماعتنا عند الباب، لحراسة الأسباب والدواب، ثمّ توجّهنا فقلت لمن