55
إحراق سعد بن زيد قرية سويقة ونخيلها
سويقة قرية من قرى ينبع النخل. قال المؤلّف: «. . . هي المشهورة الآن عندهم بسويق منازل بني إبراهيم. . . وقد وجدناها الآن خالية ليس بها أحد، وقد رحل أهلها وخرجوا على الشريف سعد بن زيد؛ لأنّهم حالفوا قبايل «حرب» فذهبوا معهم يساعدونهم على قتاله، وهذه القرية فيها ماء جارٍ ونخل كثير. . .
فجلسنا على حافّة ذلك الماء وشربنا القهوة مع الشريف سعد وولده وبقيّة من كان من فرسانهما، وقد أمر الشريف بحرق بيوت القرية، وإنّا لنرى النار تتأجّج في جدرانها التي هي من أخشاب النخل اليابس، والهواء يزيدها تأجّجاً والتهاباً، وقد أمر بقطع النخل، فيصعد العبد الأسود إلى أعلى النخلة ويقطع جمارها وعراجينها، فتسقط العراجين إلى الأرض، كلّ عرجون فيه البسر الأخضر. . . ثمّ قمنا من ذلك المكان وركبنا وسرنا نحن ومن كنّا معهم جميعاً حتّى أقبلنا على قرية الجابرية - نسبة إلى جابر - وهي بالقرب من قبر الإمام المثنّى الذي ذكرناه فيما مرّ، فخرج أهل القرية يلعبون بالأسلحة لملاقاة الشريف، . . .» 1.
زيارة قبر الحسن المثلّث
قال المؤلّف: «. . . اليوم السادس والعشرون من شعبان، فعزمنا على السير إلى المدينة المنوّرة. . . وأرسل - الشريف سعد - معنا فارساً من فرسانه، فذهب بنا على حسب طلق عنانه، بمكتوب منه إلى ولده الشريف مساعد. . . فركبنا وسرنا بعد الدعاء له وتوديعه. . . فمررنا على قرية سويقة المذكورة فيما تقدّم، ثمّ سرنا قليلاً فوصلنا إلى قرية سويق وقت الظهر، وكأنّما القريتان [ سويقة وسويق ] كانتا في الزمان المتقدّم بلدة واحدة، وأسوارها المتهدّمة الآثار بذلك شاهدة، وهي الآن مسكن الأشراف من بني إبراهيم وهم من ذرّية الحسين ابن الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم اللّٰه وجهه الكريم، ووجدنا الشريف مساعد هناك. . . ونزلنا عنده هناك في بيت من بيوت القرية المذكورة. . . وفي تلك القرية بساتين كثيرة من النخيل