45الحرمان الشريفان في كتاب «الحقيقة والمجاز»
الحرمان الشريفان
في كتاب
«الحقيقة والمجاز»
تأليف: عبد الغني النابلسي ت 1143ه. ق محمدعلي المقدادي
لا شك في أنّ السفر قد تولّد ونشأ من حين وجود البشر، فقد سافر الإنسان ورحل منذ أن خُلق؛ لمقاصد وأغراض شتّى، منها الزيارة. . .
وكتابة الرحلة من الأعمال التي قام بها الكثير من العلماء وغيرهم، وصارت ذخيرة طائلة وتراثاً عظيماً للشعوب والمجتمعات، ولأجل ذلك قام الاُدباء والمثقّفون بنشر وتحقيق العديد من الرحلات، وازدهر أدبها في العصور القديمة والأخيرة.
وبلاد الحجاز خاصّةً مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة أصبحتا مركزين تجاريين من قديم الدهر ولوقوعهما في طريق التجارة، ثمّ بعد أن جاء الإسلام ونزل القرآن الكريم في هذين الحرمين الشريفين. وصارت مكّة المكرّمة مركزاً للبعثة المحمّدية وقبلةً لكلّ المسلمين في أرجاء الأرض، وبعد أن هاجر منها الرسول صلى الله عليه و آله إلى المدينة الطيّبة و توفي فيها، تميّزت بلاد الحجاز عن غيرها بوجود هذين المعلَمين البارزين للزيارة وأداء الفريضة. فقد تشرّف المسلمون بزيارة الحرمين الشريفين لأداء