247دخلت المقبرة المقدّسة مقدِّماً رجلي اليمنىٰ كما لو كنت أدخل إلى المسجد، وحافي القدمين لأتحاشىٰ اعتباري من الرافضة، ثمّ بدأنا بقراءة الزيارة العامّة المألوفة. . . وبانتهائها رفعنا أيدينا وقرأنا الفاتحة قراءة خافتة، ومسحنا أيدينا على وجوهنا وتحرّكنا» .
وبشيء من التفصيل يستعرض أهم المراقد هناك، وعلى التوالي: [ قبر الخليفة عثمان، أبي سعيد الخدري، حليمة السعدية، قبور شهداء البقيع الذين قتلهم مسلم قائد كبير الفاسقين يزيد 1، إبراهيم بن النبيّ صلى الله عليه و آله، نافع بن عمر، مالك بن أنس، عقيل بن أبي طالب، أزواج النبي جميعهنّ عدا خديجة، بنات النبيّ ] .
وبعد أن يصف بورتون الشحّاذين وأنواعهم وكيف يستقبلون الزوّار يقول:
«. . وقبل أن نترك البقيع وقفنا وقفتنا الحادية عشرة في القبّة العبّاسيّة، أو قبّة العبّاس عمّ النبيّ. . هذه القبّة التي بناها الخلفاء العبّاسيون من قبل في 519 للهجرة أكبر وأجمل جميع القبب الاُخرىٰ، وتقع على يمين الداخل من باب المقبرة. ويدلّ على أهمّيتها تجمّع الشحّاذين بقربها، فقد جاءوا إليها وتكأكأوا عليها حينما وجدوا الايرانيين متجمّعين فيها بكثرة وهم يبكون ويصلّون. . وتوجد في القسم الشرقي قبور الحسن بن علي سبط النبيّ، والإمام زين العابدين بن الحسين، وابنه محمّد الباقر (الإمام الخامس) ، ثمّ ابنه الإمام جعفر الصادق، وهؤلاء جميعاً من نسل النبيّ وقد دُفنوا في نفس المرقد الذي دُفن فيه العبّاس بن عبد المطّلب عمّ النبيّ. . وبعد أن خرجنا وتخلّصنا من أيدي الشحّاذين الصغار وجهنا وجهنا نحو الجدار الجنوبي الذي يوجد بقربه قبر ينسب إلى السيّدة فاطمة وقرأنا الدعاء المعروف» 2.
وفي حاشية مستفيضة استعرض بورتون الغموض الذي يكتنف مدفن السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام والروايات المتداولة حول مكان دفنها. . لينتقل مباشرة إلى الحديث عن مساجد المدينة التي يوجد فيها، على ما يذكر بورتون، ما بين الخمسين وخمسة وخمسين مسجداً وبقعة مقدّسة، لا يعرف معظمها