245المدينة على صحن أوسط مكشوف متوازي الأضلاع في شكله. والشيء الوحيد الذي يلفت النظر فيه سياج خشبي مربّع الشكل يحيط بتربة حسنة الارواء تدعىٰ «حديقة سِتّنا فاطمة» ، وتوجد فيها اليوم (أي يوم زيارة بورتون في 1853م) اثنتا عشرة شجرة يهدي خصيان المسجد تمرها إلى السلطان وعظماء المسلمين. وتوجد بين النخلات بقايا لسدرة قديمة يُباع ثمرها بأسعار عالية. أمّا البناية الصغيرة التي ذكرها بيركهارت قبل أربعين سنة، وقال: إنّها توجد بالقرب من هذا الموقع، فقد هدّمت قبل ثلاث أو أربع سنوات، وكانت تسمّىٰ «قبّة الزيت» أو «قبّة الشمع» 1.
وينهي بورتون فصله الطويل الذي كرّسه لوصف الحرم الشريف (الفصل السادس عشر من الجزء الأوّل) بالتشكيك في صحّة المكان الذي دُفن فيه النبي الأعظم، مستنداً إلى أسباب تافهة. ومن بينها أنّ الشيعة ربما نقلوه إلى مكان آخر، حينما ظلّ القبر المقدّس بعهدتهم قروناً عديدة! ومعلوم أنّ الأسباب التي اعتمدها والرأي الذي رجّحه كلّها لا تستحقّ الرد لتهافتها، إن لم تكن ذات غرض سيء 2.
المدينة: التاريخ. . والحاضر
وأفرد بورتون الفصل السابع عشر (من الجزء الأوّل) لتاريخ المسجد النبوي، تطرّق في بدايته إلى تاريخ المدينة القديم، والأقوام التي قطنتها، وعلاقة النبيّ صلى الله عليه و آله بالمدينة وكيفيّة وقوع الهجرة المباركة. . الخ.
وعن تشكيلات الحرم النبوي فيقول: إنّ هذه التشكيلات قد تغيّرت كثيراً منذ أيّام الرحّالة بيركهارت (1814م) . وعلى هذاالأساس لم يعد «شيخ الحرم» من الخصيان، وكان على أيّام بورتون رجلاً من پاشوات الأتراك يدعىٰ عثمان، ونائبه «رئيس الأغوات» . . ويطلق على رئيس الخزانة «مدير الحرم» ، وله مساعد يُسمّىٰ «نقيباً» ، وهناك شيوخ ثلاثة للخصيان البالغ عددهم حوالى مائة وعشرين.
وهؤلاء ينقسمون إلى ثلاث طوائف:
(البوّابون، الخبزية، البطّالين) .
وهناك إلى جانب الخصيان عدد من