215الشريفة، وخاصّة حين زيارته لمثوى النبيّ صلى الله عليه و آله ورؤيته للمليحة الملفوفة في الخمار الأسود أي الكعبة المشرّفة، وقد مزج أبوالثناء بين النثر الرائق والشعر العاطفي، وأبرز من خلال اسلوبه الأخّاذ المتردّد بين الشعر والنثر عواطفه وأحاسيسه، وهو في الواقع ترجمان لمشاعر كلّ مسلم تطأ قدماه تلك الرحاب الطاهرة.
والرسالة من ورق 152 پ إلى ورق 155 ر من المجموعة.
أمّا القصيدة: فهي لأحمد بن محمد الزعفرانيّ، ولا نعرف شيئاً عن تفاصيل حياته، سوىٰ ما يستفاد من مطاوي شعره أنّه كان عارفاً صوفيّاً، أو لعلّه يتظاهر بهما في هذه القصيدة، والقصيدة تحتوي على 17 بيتاً، أوردها الجامع في الورق 127 من المنتخب.
[ 152پ ] العلّامة الأديب شهابُ الدّين أبو الثَّناء محمود بن سليمان، كاتب السرّ الشريف بدمشق المحروسة، كتب إلى بعض أصدقائه لمّا حجَّ سنة 689، يَصفُ فيها ما جرىٰ له:
أمّا بعدُ: اللّٰه المُسيّرُ في البحر، المُيسِّرُ أداء نُسكِ الحجّ؛ مع السَّلامة من النَّحر 1. والصّلاة على نَبيّه الذي تُشَدُّ الرِّحالُ إلى حَرَمه 2، وتحذّى الآمال إلى روضة كرمه.
فإنّا سِرْنا لأداء حَجّة الإسلام، وزيارة 3قبر النبيّ عليه أفضل الصّلاة والسلام، نستوطئ للشَّوق الوهاد 4، ونُؤثِرُ النُّومَ على الفتاد الوثير مِنَ المَهاد، لا يستقرُّ بنا دارة منزلٍ، ولا نَبِيتُ بحمًى إلّاوالكرىٰ عنّا بمَعْزل.
ونسألُ والدارُ تَدْنُو بنا
وما منّا إلّامَنْ لَبِس الدُّجىٰ، وأدْرعَ النّهار، وأرخىٰ ركائب دُمُوعه حتّى