142رسالة (نقل قسماً من مضامينها كاشف الغطاء) وردّ عليها برسالة أشبه ما تكون بالمناقشة الشاملة لما ورد من الشبهات التي أُثيرت حول الفكر الإمامي، وممّا لم يرد منها أيضاً.
قد تميّز منهج كاشف الغطاء في رسالته بسمات، أهمّها:
1 - امتازت الرسالة بالموضوعيّة والصدق والواقعية وغزارة المعرفة، وقوّة الاستدلال؛ حيث نهج مؤلّفها منهجاً عقلانياً متكاملاً ردَّ فيه المنطق بالمنطق، والحجّة بالحجّة والبرهان، ممّا جعلها - على رغم أنّها نافت على القرنين من الزمن - رسالةً فتيةً ما زالت حجّيتها قائمة، طريّة الأفكار، متينة المباني، عذبة المحاججة وخالية ممّا اعتاد عليه المؤلِّفون في مثل هذه الميادين من الخروج عن ذريعة العلم إلى ذرائع اُخرى لا تتّصل إلى نهج المعرفة بصلة.
2 - يبدو أنّ كاشف الغطاء كان يدرك أنّ الفتوحات الجديدة تهدّدُ أمن المنطقة بشكل عام، وستصل إلى العراق لضعف السلطة الحاكمة فيه، وانشغالها بالمشاكل الداخلية وغيرها؛ لذلك كان حديثه في الردّ حديثاً حاول من خلاله إقناع عبد العزيز بن سعود - بما استطاع من إمكانات - بالرجوع عن معتقداته الدينيّة، والتخلّي عن نظريته المذهبية التي اعتنقها وتبنّاها - على فرض الإمكان - أو احترام وجهات النظر المتغايرة - على فرض آخر - لذلك كان خطابه إليه خطاباً يُشعر أنّه خطاب صادر من سلطة دينيّة عُليا إلى سلطة قتالية عُليا.
وبالرغم من احترامه المتزايد للأمير الفاتح، إلّاأنّ (رسالته) لم تخلُ من واقعيّة في التعامل مع هذا الأمير، فقد حدَّثه فيها باللغة المباشرة التي يفهمها هذا الأمير العربي. وكان يعزو تبنّيه للمذهب الوهابي إلى عدم خبرته في اختيار المذهب الذي عليه أن يتبنّاه ويناضل من أجله،