141حيث تولّى الحكم بعده ولدُهُ عبد العزيز.
أمّا ولدُه (المُعنى بهذه الرسالة) عبد العزيز بن محمّد بن سعود، فقد حكم (39) عاماً، وخلال هذه الفترة الزمنيّة اتّسعت فتوحاتُهُ اتساعاً امتدَّ بسلطانه من شواطئ الفرات إلى رأس الخيمة وعُمان، ومن الخليج الفارسي إلى أطراف الحجاز وعسير.
إنّ العلاقة (الوهابية - الاثنا عشرية) مرّت بمرحلتين:
الأولى: في حياة شيخ الوهابية محمد بن عبد الوهاب حتّى وفاته عام 1206ه / 1792م.
الثانية: ما بعد رحيل الإمام محمد بن عبد الوهاب، أي خلال مرحلة حكم الأمير عبد العزيز بن سعود (1206ه - 1218ه) .
ففي المرحلة الأولى لم تشهد المدن المقدّسة الشيعيّة أيّ هجوم وهابي.
والسبب يعود - كما ذكر صاحب العبقات - إلى علاقة الشيخ جعفر الطيّبة مع الشيخ محمد بن عبد الوهّاب. وبالرغم أنّ المصادر التأريخية لم تُشِر إلى علاقة كهذه سوى ما ذُكر في (العبقات) فإنَّ سياق الأحداث التأريخية يؤكّد وجود علاقة بين الطرفين، ربّما امتدّت منذ إقامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أيّام دراسته في بغداد، وبقيت حتّى تولّي الشيخ كاشف الغطاء زعامة الطائفة الإمامية.
أمّا المرحلة الثانية - والتي تبدأ بعد وفاة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -، فإنّها اتّسمت بالحوار الدبلوماسي في سنيّها الأولى، لكنّها لم تستمرّ على هذه الوتيرة بعد الغزو الوهابي لمدينة كربلاء عام 1216ه، وإحلال الدمار والقتل فيها.
وتتجلّى أهمّية هذا الحوار في المراسلات التي دارت بين الأمير عبد العزيز بن سعود والشيخ كاشف الغطاء، حيث كتب الأمير عبد العزيز