60قال: إنّ اللّٰه تبارك وتعالىٰ يقول: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ فكيف يكون أصحابه مثل نفسه؟ ! 1وهناك مصادر أخرىٰ 2.
إِنَّمَا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 3.
إنّ مسألة طهارة (الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين عليهم السلام) أمر متّفق عليه عند جميع المسلمين، بل حتّىٰ عند أعدائهم يعدّ أمراً واضحاً لا لبس فيه ولا غموض، ولا شكّ يعتريه، وأمامك التأريخ والتراجم، فلا تجد شخصاً إلّا ويقول بتزكيتهم وطهارتهم بل لم يذكر لنا التاريخ عيباً فيهم أو خطأ ارتكبوه أو شططاً وقعوا فيه فيما كثرت زلّات غيرهم وعظمت أخطاؤهم ومعاصيهم سواء أكانوا رجالاً أو نساء. . . فسيرتهم عليهم السلام صالحة، ونفوسهم طاهرة، وحياتهم مباركة. . . نعم اختلفوا معهم، ناصبوهم العداء، ثاروا عليهم، تمرّدوا عليهم، افتروا عليهم. . . ولكن لا شك في طهارتهم وإنّما هي الدنيا ومطامعها و «إنّه الملك لو نازعتني عليه لأخذتُ الذي فيه عيناك» 4.
ثمّ إنّ عدل القرآن كالقرآن في طهارته وصفائه: «. . . إنّي تارك فيكم الثقلين:
كتاب اللّٰه وعترتي أهل بيتي. .» .
فقد راح رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يعدّهم ليكونوا منهلاً عذباً تنتهل منه الأمّة، ومصدرَ خيروعطاءللناس و منبع تبليغ لدين اللّٰه و أحكامه و سنة نبيّه صلى الله عليه و آله، ومرجعاًللأمّة تعود إليهم دائماً في تلقّي الأحكام وفي اتّخاذ المواقف. . . فلا بدّ من أن يكونوا عليهم السلام علىٰ درجة عالية من تزكية النفوس وطهارتها وعلىٰ يقين وبصيرة بدين اللّٰه وسنة نبيّه الأكرم، فطهارتهم وبالتالي عصمتهم هبة إلهيّة اختصّهم بها اللّٰه تعالى دون الآخرين.
وكانت أمّ المؤمنين أمّ سلمة تتمنّىٰ أن تكون من أهل البيت عليهم السلام الذين كانوا في بيتها مجتمعين تحت كساء واحد.