40علي ومعاوية:
أمّا عليٌّ فدين ليس يشركه دنيا وذاك له دنيا وسلطان.
وفيما كتبه إلىٰ معاوية قبل التحاقه به: ويحك يا معاوية! أما علمت أنّ أباالحسن بذل نفسه بين رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقد قال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاده. . . 1. . . حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته، ولكنّا إنّما أردنا هذه الدنيا. . .
وراح يخاطب معاوية. . . ومهما نسيت فلا تنسى أنّك علىٰ باطل. . .
أوهل يستغنون عنك؟ !
فوجئ عليٌّ عليه السلام يوماً بجمع من صحابة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وكان فيهم حبر الأمّة عبداللّٰه بن عبّاس والخليفة أبو بكر ورجل يهودي يقرعون عليه باب داره.
ذلك أنّ مالك بن أنس روى أنّ يهودياً دخل المسجد فسأل الناس:
أين وصيّ رسول اللّٰه؟ فأشار القوم إلى أبي بكر.
فقال الرجل: أريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلّاوصيّ أو نبيّ. . . قال أبوبكر: سل عمّا بدا لك.
قال اليهودي: اخبرني عمّا ليس للّٰه، وعمّا ليس عند اللّٰه. . وعمّا لا يعلمه اللّٰه. . .
قال أبو بكر: هذه مسائل الزنادقة يا يهودي!
همّ أبو بكر والمسلمون رضي اللّٰه عنهم باليهودي، فقال ابن عبّاس رضى الله عنه: ما أنصفتم الرجل! . . . فقال أبو بكر: أما سمعت ما تكلّم به؟
فقال ابن عبّاس: إن كان عندكم جوابه، وإلّا فاذهبوا إلى علي رضى الله عنه يجيبه، فإنّي سمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول لعلي بن أبي طالب: «اللّهم اهدِ قلبه وثبّت لسانه» .
فقام أبو بكر رضى الله عنه، ومن حضره، فأتوا عليّ بن أبي طالب في داره، فاستأذنوا عليه.