41فقال أبو بكر: يا أبا الحسن إنّ هذا اليهودي سألني مسائل الزندقة!
فقال عليّ كرّم اللّٰه وجهه: «ما تقوله يا يهوديّ؟»
قال: أسألك عن أشياء لا يعلمها إلّانبيّ أو وصيّ نبيّ.
فقال له: قلّ.
فأعاد اليهودي الأسئلة.
فقال عليّ رضى الله عنه:
أما ما لا يعلمه اللّٰه فذلك قولكم معشر اليهود أن عزيراً ابن اللّٰه، واللّٰه لا يعلم أنّ له ولداً (إذ لو كان له ولد لكان يعلمه) .
وأمّا قولك: أخبرني بما ليس عند اللّٰه.
فليس عنده ظلمٌ للعباد.
وأمّا قولك: أخبرني بما ليس لِلّٰه.
فليس لِلّٰه شريك.
فقال اليهودي: أشهد أنّ محمّداً رسول اللّٰه وأنّك وصيّ رسول اللّٰه.
فارتاح أبو بكر والمسلمون من جواب عليّ، وقالوا: يا مفرِّج الكروب! 1.
وهكذا كان يفعل الخليفتان الثاني والثالث فهم جميعاً لم يستغنوا عن آراء الإمام عليّ عليه السلام في الفقه والقضاء والجهاد والسياسة والإدارة. . وكان يمدّ لهم يدَ العون والرشد ما دامت هناك مصلحة إسلامية، والشواهد كثيرة على هذا.
مع بعض أقواله عليه السلام
«لا يقيم أمر اللّٰه سبحانه وتعالى إلّامن لا يصانع ولا يتبع المطامع. .»
وممّا كان يعظ به من يتولّى أمراً من أُمور المسلمين صغر هذا الأمر أو كبر:
«لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل، فتكون أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلّهم بجهله، ولا الجافي