34«فقال: هو إمام الكلّ.
قالوا: ما دليلك عليه؟
قال: استغناؤه عن الكلّ واحتياج الكلّ إليه، دليل على أنّه إمام الكلّ» .
حقّاً سيّدي إنّك لم تكن نبيّاً ولكنّك كنت إماماً ووصيّاً، لم تكن رسولاً ولكنّك كنت أخاً ووزيراً، وكنت قدوةً، وكنت جوهرةً يتيمةً، خلقها اللّٰه وصاغها محمّد صلى الله عليه و آله وضيّعها الناس، كلمة ما أعظمها نطق بها جورج جرداق حينما سئل عن الإمام عليّ عليه السلام: «ما عساني أن أقول في جوهرة يتيمة، خلقها اللّٰه وصاغها محمّد صلى الله عليه و آله!»
إذن ما عسانا أن نقول فيك - وأنت إمام الكلّ - وفي فضائلك ومناقبك وفي إيمانك وتقواك وجهادك وشجاعتك، وفي علمك وأدبك وفي فصاحتك وبلاغتك، أنستطيع أن نصوغ معانيها البليغة والجميلة والعظيمة؟ وكيف نجرؤ أن نفرغ منقبة من مناقبك سيدي في قوالب حروف وكلمات لا نراها إلّاميتة؟ اللّهم إلّاأن نقول وهو الحقّ: إنّها تبعث حيّة بذكر خصالك وفضائلك. . .
وحقّاً ما يقوله أبو إسحاق النظام: «عليّ بن أبي طالب محنة على المتكلّم، إن وفاه حقّه غلا وإن بخسه حقّه أساء!» .
وحقّاً أيضاً ما يقوله المتنبي في جواب من اعترض عليه في عدم مدحك على كثرة أشعاره وقصائده. .
وتركتُ مدحي للوصي تعمّداً
حقّاً كلمة يتيمة ولدت في غير زمنها ولكنّها مشيئة اللّٰه.
مسك كلما حاول أعداؤه إخفاءَه انتشر عَرفه، وكلّما بذلوا جهودهم لأن يكتموه تضوع نشره، فشمسك يا سيدي لا تخفيها أكفُّ الظالمين والحاسدين