292يكون إلا بمقاومة محمد صلى الله عليه و آله مقاومةً ضاريةً، والشروع في قتال من دخلوا معه بحكم عهد الحديبية 1.
صلح الحديبيّة:
كان صلح الحديبية بين رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقريش قد قضى أنّه مَن أحبَّ أن يدخلَ في عهد محمد وعقده فليدخل فيه، ومَن أَحب أن يدخل في عهد قريش وعقدهم فليدخل فيه. وكانت خزاعة قد دخلت في عهد محمد صلى الله عليه و آله، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكانت بين خزاعة وبني بكر ثاراتٌ قديمةٌ سكنت بعد صلح الحديبية، وانحاز كلٌّ من القبيلتين الىٰ فريق المتصالحين، فلما كانت مؤتة - وصل لقريش أن المسلمين قُضي عليهم - خُيّل الىٰ بني الدِّيل من بني بكر بن عبد مناة أن الفرصة سنحت لهم، ليصيبوا من خزاعةبثاراتهم القديمة، وحرّضهم على ذلك جماعة من سادات قريش منهم عكرمة بن أبي جهل، وأمدوهم بالسلاح.
وقوع الحرب:
وبينما خزاعة ذات ليلة على ماء لهم يدعى الوتير إذ فاجأتهم بنو بكر فقتلوا منهم جماعة، ففرت خزاعة الىٰ مكّة ولجأوا الىٰ دار بُدَيْل بن ورقاء الخزاعي، وشكوا له نقض قريش، ونقض بنيبكر عهدهم مع رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله، وسارع عمرو بن سالم الخزاعي فغدا متوجهاً إلى المدينة حتى وقف بين يدي محمد صلى الله عليه و آله وهو جالس في المسجد فقال:
لا هُمَّ إنّي ناشدٌ محمدا
فقال له النبيّ صلى الله عليه و آله: نُصرت يا عمرو بن سالم!
ثم خرج بُديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا المدينة فأخبروا