27ذر والمقداد وخبّاب وأبي سعيد الخدري وزيد بن أسلمه أنّ علياً عليه السلام أوّل من أسلم وفضّله هؤلاء على غيره.
وقال ابن إسحاق: أوّل من آمن باللّٰه وبمحمّد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قول ابن شهرآشوب إلّاأنّه قال: من الرجال بعد خديجة.
وعن ابن عبّاس قال: سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر: أمّا عليّ، فسمعت رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يقول فيه ثلاث خصال لوددت أنّ لي واحدة منهنّ، فكان أحبّ إليَّ ممّا طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلى الله عليه و آله بيده على منكب عليّ فقال له: يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيماناً وأوّل المسلمين إسلاماً وأنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ 1.
يقول جورج جرداق عن إسلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام:
وإذا أسلم بعض الوجوه من قريش منذ أوّل الدعوة احتكاماً للعقل وتخلّصاً من الوثنية، وإذا أسلم كثير من العبيد والأرقّاء والمضطهدين طلباً للعدالة التي تتدفّق بها رسالة محمّد واستنكاراً للجور الذي يلهب ظهورهم بسياطه، وإذا أسلم قوم بعد انتصار النبي امتثالاً للواقع وتزلّفاً للمنتصر كما هي الحال بالنسبة لأكثر الأمويين. إذا أسلم هؤلاء جميعاً في ظروف تتفاوت من حيث قيمتها ومعانيها الإنسانية وتتّحد في خضوعها للمنطق أو للواقع الراهن فإنّ علي بن أبي طالب قد ولد مسلماً؛ لأنّه من معدن الرسالة مولداً ونشأةً وفي ذاته خلقاً وفطرةً، ثمّ إنّ الظرف الذي أعلن فيه عمّا يكمن في كيانه من روح الإسلام ومن حقيقته لم يكن شيئاً من ظروف الآخرين ولم يرتبط بموجبات العمر؛ لأنّ إسلام عليّ كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف، إذ كان جارياً في روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها، فإنّ الصبي ما كاد يستطيع التعبير عن خلجات نفسه حتى أدّى فرض الصلاة وشهد باللّٰه ورسوله دون أن يستأذن أو يستشير.