26
إسلامه
وقد تعدّدت واختلفت أقوال المؤرِّخين في عمره الشريف حين إسلامه وتصديقه بالنبوّة، بين من يقول كان له ثمان سنين وبين من يقول له تسع وآخر يقول له عشر، ورابع يقول له إحدى عشرة سنة وخامس يقول له اثنتا عشرة سنة وسادس يقول له ثلاث عشرة سنة وهناك من يقول: له خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة، وكلّ هذا إنّما يدلّ على تحديد عمره المبارك وقت أن أعلن الرسول رسالته للخاصّة من مريديه وموقفه الرسمي إن صحّ التعبير منها، وإلّا فإنّ روحه لم تتلوّث بالشرك فهو الذي لم يكفر باللّٰه قط. وهذا ما نجده في الروايات أعلاه وفي قول الإمام زين العابدين جواباً عن سؤال من سأله عن عمر الإمام عليّ عليه السلام عند إيمانه، فقال عليه السلام: أو كان كافراً؟ ! إنما كان لعلي حين بعث اللّٰه عزّوجلّ رسوله صلى الله عليه و آله عشر سنين ولم يكن كافراً 1.
والذي يؤيّد أن عمره كان عشر سنوات أنّ عمر الدعوة الإسلامية في مكّة ثلاث عشرة سنة وهاجر إلى المدينة وله ثلاث وعشرون سنة وأنه استشهد سنة 40ه وهو ابن ثلاث وستّين سنة.
ويميل ابن أبيالحديد إلىٰ أنّ عمره الشريف كان ثلاث عشرة سنة، متقيداً من قوله عليه السلام: «لقد عبدتُ اللّٰه قبل أن يعبده أحد من هذه الأمّة سبع سنين» ، وقوله عليه السلام:
«كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعاً، ورسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حينئذ صامت ما أُذِنَ له في الإنذار والتبليغ» .
وذلك - والقول ما زال لابن أبيالحديد - لأنّه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من أبيه وهو ابن ستّ، فقد صحّ أنّه كان يعبد اللّٰه قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ستّ تصحّ منه العبادة، إذا كان ذا تمييز، علىٰ أنّ عبادة مثله هي التعظيم والإجلال وخشوع القلب. . . 2وقد جاء في ترجمة الإمام علي عليه السلام في الاستيعاب أنّ: المروي عن سلمان وأبي