233بأنه ولي المسلمين، وذلك في قوله تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (71) .
فقد روى الحافظ الكبير النيسابوري بسنده إلى ابن عباس: إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا قال: نزلت في علي بن أبي طالب» (72) وبسنده عن عطاء بن السائب: «إنما وليكم اللّٰه ورسوله قال: في علي مرّ به سائل وهو راكع فناوله خاتمه» (73) .
وإن قيل: إنّ لفظ الذين آمنوا عام فكيف خصصت في علي؟ قيل: «ان الروايات متكاثرة من طرق الشيعة وأهل السنة على أن الآيتين نازلتان في أميرالمؤمنين بما تصدق بخاتمه وهو في الصلاة، فالايتان خاصتان غير عامتين» (74) .
وثانياً: أن لفظ المولى والولي معناهما واحد «فقد قال الفراء في كتاب معاني القرآن: الولي والمولى في كلام العرب واحد في قراءة عبد اللّٰه بن مسعود: (إنما مولاكم اللّٰه ورسوله) مكان وليكم (75) .
ومع كل ذلك فقد كتب عباس محمود العقاد - وهو يتحدث عن علاقة النبي صلى الله عليه و آله بعلي -:
إنّ النبي صلى الله عليه و آله كان «يحبه ويمهد له وينظر إلى غده، ويسره أن يحبه الناس كما أحبه، وأن يحين الحين الذي يكلون فيه أمورهم إليه. . . .
وكل ماعدا ذلك، فليس بالممكن وليس بالمعقول. . . ليس بالممكن أن يكره له التقديم والكرامة. . . وليس بالممكن أن يحبهما له، وينسى في سبيل هذا الحب حكمته الصالحة للدين والخلافة.
وإذا كان قد رأى الحكمة في استخلافه، فليس بالممكن أن يرى ذلك، ثم لا يجهر به في مرض الوفاة أو بعد حجة الوداع. . .
وإذا كان قد جهر به، فليس بالممكن أن يتألب أصحابه على كتمان وصيته وعصيان أمره. أنهم لا يريدون ذلك مخلصين، وأنهم إن أرادوه لا يستطيعون بين جماعة المسلمين، وإنهم إن استطاعوا لا يخفى شأنه ببرهان مبين، ولو بعد حين. . .