187فانفتح البيت ودخلت فيه فإذا هي بحوّاء، ومريم، وآسيه، وأُمّ موسى وغيرهنّ، فصنعن مثل ما صنعن برسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وقت ولادته.
وحديث الراهب رواه ابن الفتّال في (روضة الواعظين) على وجه هو أبسط من هاتين الروايتين المفصلتين 1كما ذكره غيره 2.
وفي هذه المصادر وفي غيرها روايات مفصّلة أيضاً حول الولادة المباركة 3.
وقد نظّم مضامينها صاحب الوسائل الحرّ العاملي (ت 1104) ارجوزةً نذكر بيتين منها:
مولده بمكّة قد عُرفا
في داخل الكعبة زيدت شرفا
على رُخامة هناك حمرا
معروفة زادت بذاك قدرا 4
والمشهور بين الخاصة والعامّة أنّه ولد بين العمودين على البلاطة الحمراء.
وذكر العالم الشكوئي (ت 1330) في كتابه (مصباح الحرمين) في وداع الكعبة اُموراً، منها «الصلاة بين الاسطوانتين على الرُّخامة الحمراء، وهي على رواية بعض العلماء محل ولادة أمير المؤمنين عليه السلام كما مرّ في فصل المستجار. . .» 5.
وقال الشيخ أحمد بن الحسن الحرّ في (الدرّ المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء والملوك) في الفصل الرابع، في ذكر أمير المؤمنين علي عليه السلام. . . ولادته في الكعبة في البيت على الحجر.
إذن فحديث ولادته عليه السلام أمر مشهور وروايته متواترة عند الفريقين.
نبأ الولادة والمحدِّثون
حتّى يصل سماحة الشيخ إلى المراد من المحدّثين راح يميّز بين المحدّثين الذين يصفهم بأنّهم سذج، لم يجيدوا إلّانقل الأساطير أو قول بسيط مثل حدّثني فلان فيحشد أساطير وأقوالاً بعيداً عن التفقّه في مغزى الحديث والتبصّر في مؤداه. . .