177الأخير وقد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - كرّم اللّٰه وجهه - في جوف الكعبة» 1.
من هذا يتضح أنّ الحاكم وإن لم يناقش الفقرة الأولى من الرواية (ولادة حكيم في الكعبة) بل سكت عنها مكتفياً بأنّه وصف مصعباً بالتوهّم إلّاأنّه نفاها في كلامٍ آتٍ له أثبته الحاكم الكنجي.
أقول: إنّه لم يكن متوهّماً بل يقول ما يعني ويعني ما يقول، إنّه كان قاصداً لمآرب في نفسه كما ذكرنا ذلك في المقدّمة.
ومع هذا فإنّ الشيخ الأردوبادي راح ينقل الإطراء على الحاكم: والحاكم من أذعن الكلّ بثقته وحفظه وضبطه وتقدّمه في العلم والحديث والرجال والمعاجم طافحة بإطرائه والثناء عليه، والكتب مفعمة بالاحتجاج به والركون إليه، وتآليفه شاهدة بنبوغه وتضلّعه، فناهيك به حاكماً بتواتر الحديث، أي حديث ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة.
ثمّ نقل نصوصاً أخرى توافق ما ذكره الحاكم في مستدركه، ومن هذه النصوص:
نصّ لشاه ولي اللّٰه أحمد بن عبد الرحيم المحدِّث الدهلوي وهو والد عبد العزيز الدهلوي مصنّف (التحفة الاثنا عشرية) في الردّ على الشيعة. «قد تواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّاً في جوف الكعبة، فإنّه ولد في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده» .
هذا النصّ ورد في كتابه (إزالة الخفاء 2: 251 ط الهند) ويتضمّن أمرين مهمّين:
تواتر الأخبار بالولادة.
نفيه لأيولادة أخرى غير ولادة أمير المؤمنين عليه السلام.