178وأمّا الحافظ الكنجي الشافعي (ت 658) فقد حمل إلينا في كتابه (كفاية الطالب) . الذي ذكره الجلبي في كشف الظنون ونقل عنه ابن الصباغ المالكي في فصوله المهمّة واحتجّ به ابن حجر قال:
«أخبرنا الحافظ أبو عبداللّٰه محمد بن محمود النجار بقراءتي عليه ببغداد، قلت له: قرأت على الصفار بنيسابور: أخبرتني عمّتي عائشة، أخبرنا ابن الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبداللّٰه محمد بن عبداللّٰه الحافظ النيشابوري قال:
ولد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بمكّة في بيت اللّٰه الحرام، ليلة الجمعة، لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، سنة ثلاثين من عام الفيل، ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت اللّٰه الحرام سواه، إكراماً له بذلك، وإجلالاً لمحلّه في التعظيم» 1.
وهو أيضاً نصّ من الحاكم لا ريب فيه على أنّ الولادة تمّت في الكعبة وفيه نفي لأي ولادة أخرى مزعومة كولادة حكيم.
لشهاب الدين أبو الثناء السيّد محمود الآلوسي المفسِّر ورد في شرحه لعينية العمري حينما قرأ:
أنت العليّ الذي فوق العُلى رُفعا
ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا
قال: «وفي كون الأمير - كرّم اللّٰه وجهه - ولد في البيت، أمر مشهور في الدنيا، وذكر في كتب الفريقين السنّة والشيعة. . . إلى قوله: ولم يشتهر وضع غيره - كرّم اللّٰه وجهه - كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه. وما أحرى بإمام الأئمّة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين، وسبحان من يضع الأشياء في مواضعها وهو أحكم الحاكمين» 2.
أقول: وحينما وصل إلى بيت آخر من قصيدة العمري نفسها:
وأنت أنت الذي حطّت له قدم
في موضع يده الرحمٰن قد وضعا
وقيل: أحب عليه الصلاة والسلام (يعني عليّاً) أن يكافئ الكعبة حيث ولد في