90وفي الحاشية قال: وهذا ما أكده تقرير كتبته لجنة علمية شكلت بتوجيه من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم حيث قال الشيخ: بعد أن سعي في تسهيل طريق كرا، وغلب على ظني نجاح ذلك، صرت إلى مزيد من الاحتياط لهذا الميقات المسمى محرماً، فعمدت إلى لجنة علمية، مؤلفة من عالمين فاضلين، لديهما من الملكة العلمية والخبرة الوطنية والفقه والنباهة ما لا يوجد عند كثير من أضرابهما، وهما: الشيخ عبد اللّٰه بن عبد الرحمن بن جاسر رئيس هيئة التمييز للمنطقة الغربية، والشيخ محمد ابن علي البيز رئيس محكمة الطائف، أن يذهبا إلى وادي محرم المذكور، وينظرا هو أعلى وادي قرن المسمى بالسيل، فذهبا ونظرا وبذلا وسعهما واستصحبا في مسيرهما خبراء من أهل تلك الناحية، وتحصل لديهما أنه هو أعلى وادي قرن المنازل، وكتبا لنا بذلك كتابة صريحة واضحة بأنه هو أعلى وادي قرن المنازل، وقد صرحت كثير من وثائق عقارات أهل وادي محرم الموجودة في سجلات محكمة الطائف بما لا يدع مجالاً للشك: أن وادي محرم هو وادي قرن، ولا نظن أن تلك العقارات هي في أسفل الوادي المسمى بالسيل، بل كلها أو أكثرها في أعلاه إلى وادى محرم كالدار البيضاء وقرية المشائخ ونحوها.
نقل ذلك عن الشيخ ملخصاً فضيلة الشيخ عبد اللّٰه البسام في كتابه الاختيارات الجلية من المسائل الخلافية 2: 379.
ونستفيد من هذا الكلام اُموراً:
الأول: أنّ الطريق السالك قديماً كان هو طريق السيل، وأنّ الناس كانوا يحرمون منه حتى سهل طريق كرا فأصبح صالحا لسلوك الحجاج، وهذا يظهر أيضا من تعبير بعضهم - كالبلادي والكردي - عن طريق السيل بالقديم.
الثاني: أنّ الشيخ محمد بن إبراهيم كان في بدء أمره شاكاً في كون وادي محرم من الميقات الشرعي، وأنه هل هو واقع في وادي قرن بحيث يكون من الميقات الشرعي أم أنه خارج عن قرنٍ، وهذا التشكيك من مثل الشيخ محمد بن إبراهيم