76مثيرة. فقد عَنتْ لي أثناء زيارتي لمنىٰ وعرفات اطروحات عرضتها عليهم، وكان بعضها موضع قبول لديهم. وكان السفر إلى منطقة «أصحاب الحجر» في العُلىٰ سفراً جميلاً عندي؛ حيث كان ذلك المكان موضع وقوع بعض قصص القرآن، وكنت راغباً في مشاهدة ذلك المكان عن كثب. فالبيوت التي كانت منحوتة في الجبال، والمكان الذي خرجت منه ناقة صالح، وبقاء المكان علىٰ تلك الهيئة ليكون عبرة للآخرين كانت خليقة بالمشاهدة. وقد سمعت أن المكان المذكور قد ازدهر وكثرت زيارة الناس له بعد زيارتنا لتلك المنطقة وإذاعة خبر تلك الزيارة.
كنتُ أطّلع طوال سفري على المشاريع الاقتصادية في السعودية وأوضاع الجامعات هناك. والحقُّ أقول: إنّ لدى السعوديين جامعات جيّدة وقد أحرزوا تقدّماً مشهوداً. وقد زرتُ مستشفياتهم المجهّزة وحرسهم الوطني وهو أشبه ما يكون بحرس الثورة الإسلامية لدينا، ويضطلع هناك بمهمّة الأمن والمخابرات. وتعاملوا مع الاستيضاحات المتعلّقة بتلك الأجهزة الأمنية برؤية منفتحة تَنُمُّ عن مستوىٰ صداقتنا وثقتهم بنا. وتحدّث قائد ذلك الحرس الوطني وهو نجل الأمير عبداللّٰه خلال اجتماع أُقيم في قاعة واسعة وضمّ كبار القادة وحضرناه نحن أيضاً، وقال أثناء حديثه: «قال لي أبي أن أجيب عن جميع أسئلتكم» . وقد حاولت أن أتجنّب طرح الأسئلة التي كانت الإجابة عنها أمام ذلك الحضور تنطوي علىٰ محذور بالنسبة لهم، وتركت ذلك الأمر إلى اجتماعات أكثر خصوصية.
توصّلت من خلال تجوالي في مناطق «جبيل» الصناعية إلىٰ نتيجة، وهي أنّهم قد أحرزوا تقدّماً في مجال الصناعة، وهم في وضع أفضل منّا فيما يتعلّق