53المطلوب. وخلاصة القول هي أنّ شؤون الحجّ كانت تدار إدارة ضعيفة.
وكان المطوّفون يؤذون الحجّاج كثيراً.
وفي المرّة الثانية ذهبت أيضاً علىٰ نحو مشابه لتلك الصورة، غير أنّ سفري في هذه المرّة كان برفقة بعض طلبة العلوم الدينية المتوائمين فكرياً، فكُنا أكثر ارتياحاً من هذا الجانب. بيد أنّ الوضع لم يختلف عمّا كان عليه في السابق.
وعلى العموم فإنّ السفر إلى مكّة لم يكن قبل الثورة أمراً سهلاً.
: كم كان عمركم في الحجّ الأوّل؟
الشيخ الهاشمي: أظنّ أنّ ذلك كان في عام 1952 أو عام 1953 وكان سنّي فيه أقلّ من عشرين سنة.
: ما هو شعوركم في أوّل مرّة وقد وقع فيها بصركم علىٰ بيت اللّٰه الحرام؟
الشيخ الهاشمي: لقد انتابني شعور غامر؛ فالإنسان في سنّ الشباب يتّصف عادةً بالشوق والاندفاع، وكنت طوال سفري أُفكِّر في كل لحظة وأتمنّى أن أرى الحرم والكعبة، وبعد رجوعي إلى إيران كنت كلّما أتوجّه نحو القبلة للصلاة أشعر وكأنني داخل الحرم، وبقي هذا الشعور يساورني علىٰ نحو قوي. كان الحجّ في تلك الأيّام من الأماني التي قلّما تُنال.
وبعد انتصار الثورة ذهبت مرّة واحدة لأداء الحج الواجب، وكان آخر سفر لي في العام الماضي لأداء العمرة.
: بما أنّكم تشرّفتم بزيارة مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة قبل وبعد